لقد كتبت من قبل عن موضوع العلاج على نفقة الدولة وقد ذكرت أن هذا الأمر ليس منحة من أحد بل أنه حق أصيل لكل مواطن مصرى لا يحتاج هذا الأمر أن يرسل المريض أستغاثة هنا أو هناك وأن لا يكون هذا الأمر متوقف على أن هذا المواطن مفكر أو فنان أو رجل لامع بالمجتمع أو على علاقة بعضو من أعضاء مجلس الشعب بل يكفى أن هذا المريض مواطن مصرى له حق العلاج الذى يكفله له الدستور... وعلاج الدولة لأبنائها هو حق لأى مواطن فى أى دولة وإذا غاب هذا الحق فلا يجب على الدولة أن تتحدث عن المواطنة لأن من أين يشعر المواطن بالأنتماء لوطن لا يقف بجوارة فى محنة هى الأشد على أى أنسان وهى محنة المرض ونحن نذكر هذا الكلام مرة أخرى بسبب الأزمة الصحية التى يمر بها الدكتور عبد الوهاب المسيرى الذى يعد واحد من كبار المثقفين فى مصر والذى تكفل بعلاجة الأمير السعودى عبد العزيز بن فهد وهنا نسأل لماذا قامت الدولة بعلاج العديد من المثقفين والفنانين ولم تعالج هذا الرجل وهل لو لم يكن الدكتور المسيرى رجل معروف وتحدثت عنه وعن مرضة الصحف كان سيجد من يعلم بمرضة ويقف بجوارة ويعالجه فإذا كان رجل مثل المسيرى لا يجد الدولة بجوارة فماذا يفعل المواطن المصرى الذى لا يعرف عن الدنيا شئ إلا السعى على رزقة والجرى وراء لقمة العيش التى أصبح الحصول عليها درب من درب المستحيل فى ظل هذا الغلاء الذى يأكل الأخضر واليابس ونحن هنا نذكر حالة الدكتور المسيرى فقط لتوضيح مدى التفرقة بين المواطنين حتى وإن كانوا من المشاهير وهذا التفريق فى أمر لا يجب أن يكون منحه أو هبه بل أنه حق أصيل لا يستحق أحد علية الشكر .... و هل لو كان الأمر خاضع لقانون واضح ومنظم يشمل كل مواطن مصرى بغض النظر عن خانة المهنة كنا سنجد أن فلان جزاه الله الف خير يعلن تكفلة بمرض المواطن المصرى الذى تركه وطنه لينهش فيه المرض هل يرضى الدولة أن يتحول أبنها عندما يمرض إلى ضعيف مسكين يستحق الشفقة والأحسان لأن حقه فى وطنة قد ضاع وطنة الذى من المفترض أن يقف بجوارة ويمنحة حقة ويشعره بأنة ليس وحدة ألا يكفى الدولة أنها لعبت دور أساسى فى أنتشار بعض الأمراض الخطيرة التى أصابت أبنائها ... و ولهذا نقولها خالصة لوجه الله ماذا ستفعل يا من تمنح هذا وتمنع هذا عندما تقف بين يدى الله سبحانة وتعالى ويسألك يا عبدى لقد أعطيتك سلطة لتحكم بين الناس بالعدل فلماذا يا عبدى منحت هذا ومنعت هذا وبأى حق فعلت . ونحن نرجوا من الله الشفاء العاجل للدكتور عبد الوهاب المسيرى ولكل مريض كما نرجوا من الله أن يمن على مصر بالشفاء من أمراضها وأن تعود أم لأبنائها حتى يعود أبنائها إلى أحضانها . بقلم أحمد سرور |