إذا نظرنا إلى هذه الجملة و( الباشا عيزك ) وما تحملة لأستطعنا أن نفرق بين زمنين بمنتهى البساطة زمن ما قبل الثورة وما بعدها فقبل الثورة كان الباشا عندما يريد أحد من المواطنين يرسل له أحد من طاقم السكيرتارية أو ممن يعملون لدية ليبلغ هذا الشخص أنك يا سيد فلان أفندى عليك أن تذهب للباشا فلان اليوم الفلانى الساعة كذا فيسأل فلان أفندى حامل الرسالة ويقول له خير فيرد علية ويقول أن شاء الله لما تيجى للباشا هتعرف خير أن شاء الله ويتركه فيقوم فلان أفندىبتجهيز نفسة وذلك بأعداد بدلة المناسبات كما يقوم بتـلميع الحذاء وحلاقة الزقن ويقوم فلان أفندى بكل هذا وهو ينتابة نوع من القلق لأنه لا يعلم شئ عن موضوع المقابلة لكن هذا القلق لا يأثر على القناعة والأحترام الموجود بداخلة تجاه الباشا لأنه مقتنع من داخلة بأن هذا الباشا باشا بجد باشا أصلى فهو أبن فلان باشا ونال حظ وافر من التعليم داخل مصر كما أرسله أبوه فلان باشا إلى أوروبا لينال قسط أكبر من التعليم فتعلم هناك أيضا كيف يتعامل مع من هو أبسط منه بشكل يحفظ له كرامتة وأن أى مواطن له حقوق وعلية واجبات وطالما أن فلان أفندى يقوم بدورة فى المجتمع بشكل محترم فأن الباشا لن يؤزيه لأن ما الفائدة التى ستعود علية من هذا بل أن فلان أفندى من الممكن أن يسمح لنفسة وهو موجود مع الباشا أن يشكوا له من شئ ما يتعرض له بالعمل أو بالحياة بشكل عام ويذهب قبل الموعد بربع ساعة وذلك نوع من الأحترام وفى الموعد المحدد يدخل فلان أفندى لمقابلة الباشا ويدور الحديث بشكل راقى لأن كلا الطرفين يحترم الأخر ويعطية قدرة وكان هذا الأسلوب المحترم ينتقل إلى المجتمع بشكل عام فتجد أن كل شخص يعلم قدرة ويحترم من هو أعلى منه قدر بنفس راضية فيتحول هذا إلى سلوك عام يسود المجتمع.و أما زمن ما بعد الثورة تحولت الجملة ( الباشا عيزك ) إلى شكل جديد يحمل الطابع البوليسى فأصبحت عندما تقال لمواطن يعلم أن ورائها مصيبة فقط فيذهب للباشا الجديد وهو يعلم أنه قد يذهب بلا عودة أو أنه قد يتعرض للمهانة ولا يتجرأ على الرد ولا أن يسأل عن أى شئ ولا يشكو من أى شئ فهو فقط يريد أستعطاف الباشا ليخبرة بأنة رجل لا يحب المشاكل وليس لدية خصومات مع أحد وأنه راجل ماشى جنب الحيط ثم يدور حوار أمنى يكون الأحترام فية من حق طرف واحد فقط وعلى الطرف الأخر أن يتحمل الأهانة من الباشا أو الأسلوب الأستهزائى على أقل تقدير حتى يخرج من الموقف بأقل خسائر وهو لا يعلم من أين سقط علية هذا الكم من البشوات حيث أن كل من ينتمى للجهات الأمنية باشا مهما كان حتى وأن كان الفراش الذى ينظف مكتب الباشا لأن كما نعلم أن كلب الباشا باشا أيضا" ولم تتوقف كلمة الباشا التى تم أطلقها بعد الثورة على الجهات الأمنية فقط بل أمتدت لتشمل كل صاحب نفوذ ويتم كسب هذا النفوذ عن طريق المال الذى يمنح صاحبة الدخول لكافة المجالات بالدولة فيصبح باشا ومادام اللقب يمنح لمن معه مال فلا يجب أن نسأل عن المستوى الذى نشأ فية أغلب البشوات الجدد مما أدى فى أغلب الأحيان إلى أنحدار الكلمة الذى أدى بدورة إلى أنحدار المجتمع ككل لأن الحقد أصبح هو المسيطر على كافة طبقات المجتمع لأنة نابع من أحساس بعدم أحقية البشوات الجدد بالبشوية بالأضافة إلى التعالى الشديد وعدم الأحساس الذى يتعامل به هؤلاء البشوات مع باقى المجتمع وكانت النتيجة أنهيار وكان أكثر المتأثرين بهذا الأنهيار طبقة الأفنديات القدام أى الطبقة الوسطى حيث تم سحب لقب أفندى منها وهو ما كان يحميها داخل المجتمع وبنفس الوقت كانت البنية الأساسية التى تنظم المجتمع فهم المتعلمين الذين يحمون من هم أقل منهم وذلك بنقل صوتهم إلى البشوات الأصلى لأن المتعلم كان لمجرد أنه متعلم يستطيع أن يدخل إلى الوظائف الحكومية بدون وساطه ويتقلد فيها أعلى المناصب ويصل إلى النقابات لأن البشوات القدام يلعبون أدوار أخرى داخل المجتمع أما بشوات ما بعد الثورة لا يكتفون بدور فهم يريدوا أن يلعبوا كل الأدوار وذلك لتحقيق كافة مصالحهم مما أدى إلى زيادة أعداد بشوات ما بعد الثورة إلى أضعاف مضاعفة وبقى المواطن وحيد لا يحمل أى لقب لأن مجرد لقب مواطن لا يحمية وذلك لأن ماذا يفعل المواطن فقط أمام الباشا.وو لا تجبر الانسان و لا تخـــــــــيره - يكفيه ما فيه من عقل بـيحيــــــره - اللي النهارده بيطلبه و يشتهــــيه - هو اللي بكره ح يشتهي يغيـــــره !!!!عجبي- بقلم أحمد سرور.و
|