هل أفرح أم أحزن لطلب مصر الحصول علي عضوية المجلس الدولي لحقوق الإنسان؟ أفرح لأن بلادي انتقلت من مصاف الدول التي لها سجل طويل وقذر في مجال حقوق الإنسان، إلي الدول التي لها سجل حافل من الإنجازات في هذا المجال، يؤهلها للحصول علي عضوية هذا المجلس، وأفرح لأن سمعة بلادي بين الدول أصبحت نظيفة وناصعة البياض، ووزارة الداخلية بها تهتم أول ما تهتم بالإنسان وباحترام آدميته، وتعامله كأفضل ما تكون المعاملة، عندما تستضيفه في أقسام الشرطة أو في السجون التابعة لها . لكن كيف أفرح.. وأنا وأنت وجميعنا يعرف أن سجل مصر ليس نظيفاً . نعم هو سجل غير نظيف، ولا أخجل من ذكر ذلك، لأن هذه هي الحقيقة التي يعرفها كل إنسان . هل إحالة المواطنين المدنيين إلي المحاكم العسكرية هي أحد حقوق الإنسان؟!، هل صدور تشريعات سالبة للحريات وتعاقب بالحبس في جرائم النشر. يؤهل مصر للترشيح أو لطلب عضوية المجلس الدولي لحقوق الإنسان؟ وهل التعذيب في السجون الذي أيدته عشرات ومئات الأحكام القضائية هو حق علي كل مسجون سياسي؟ وهل استمرار حالة الطوارئ طوال أكثر من ٥٠ عاماً وصدور الآلاف من قرارات الاعتقال والزج بالأبرياء في السجون هو إحدي ضمانات حقوق الإنسان؟ وهل عدم تنفيذ أحكام القضاء، التي قضت بالإفراج عن المئات من المعتقلين السياسيين، هو أحد هذه الحقوق . هل ترك أيمن نور أو ماهر الجندي ليموتا في السجن لظروفهما الصحية مع عشرات ومئات غيرهما. هو الورقة الرابحة التي ستحسم بها وزارة الخارجية تدعيم الموقف المصري في المجلس الدولي لحقوق الإنسان ؟ أستطيع وتستطيع أنت أن تضرب عشرات ومئات الأمثلة علي عدم نظافة سجل مصر في مجال حقوق الإنسان.. ولهذا أستغرب كيف تجرؤ وزارة الخارجية أن تطلب مثل هذا الطلب الغريب، والذي لا شك أنه سيكون مثيراً للدهشة والاستغراب أمام دول العالم، إلا إذا أصابها «الحول» ووضعت معايير وقواعد أخري لحقوق الإنسان غير التي نعرفها . بصراحة .. مصر لا تستحق عضوية المجلس الدولي لحقوق الإنسان.. لأنها تملك سجلاً من الانتهاكات ضد حقوق الإنسان والحيوان وكل شيء حي ويتحرك وينبض بالحياة، يؤهلها للانضمام إلي المجلس الدولي لعدم احترام حقوق الإنسان وافق مجلس الشعب السوري بالإجماع علي ترشيح الرئيس بشار الأسد لفترة ولاية جديدة.. وبعد انتهاء فترة الولاية الثانية.. سيحظي بفترة ولاية ثالثة.. ثم رابعة .. وفي الخامسة ـ أي بعد ٢٤ سنة من الحكم ـ ربما سيفكر الرئيس بشار في تعديل الدستور السوري.. لكي يسمح بانتخابات رئاسية تنافسية.. لأول مرة في التاريخ السوري.. كما قلنا نحن عن مبادرة الرئيس حسني مبارك عن تعديل المادة ٧٦ من الدستور . هذا التعديل الجديد علي الدستور لن يسمح له بمغادرة السلطة والاكتفاء بأربع فترات رئاسية.. بل سيقوم حزب البعث السوري بترشيحه لفترة ولاية خامسة.. ثم حتي آخر نبضة قلب.. وعندما يقترب الرئيس بشار من العقد الثامن من العمر.. سيكون نجله قد بلغ سن الأربعين تقريباً.. وسيحاول مساعدته... إلي أن يتسلم منه السلطة بعد عمر طويل . سيناريو متكرر في كل من القاهرة ودمشق .. دمشق سبقت القاهرة في التوريث.. والقاهرة سبقت دمشق في تهيئة الأجواء وإعداد المسرح.. والتمهيد للتوريث . ولا عزاء للشعبين المصري والسوري . بقلم الأستاذ / مجدى مهنا .. فى الممنوع
حسن الاختيار شئ جيد شكرا على المجهود