عندما ترى تمسك روأساء الأحزاب بمواقعهم تتعجب ولا تملك إلا أن تقول مفيش فايدة لأن فى الوقت الذى نطالب فية بتعديل الدستور لتحديد فترة الرئاسة بفترتين تجد أن الأحزاب التى تقف على رأس المطالبين أو التى من المفترض أن تكون كذلك لا تطبق هذا على المستوى الحزبى وتجد أن رؤساء الأحزاب متمسكين بمواقعهم بشكل غريب وعلى أستعداد للتضحية بكل غالى ونفيس مقابل عدم تركهم لمناصبهم ولا ننسى معركة حزب الوفد الشهيرة التى تطايرت فيها طلقات الرصاص بالشوارع المحيطة بمقر الحزب وأصيب من أصيب من أنصار كل طرف من طرفى الصراع ولا ننسى اللقاء الشهير للرئيس السابق لحزب الوفد نعمان جمعة عندما ظهر على هواء العاشرة مساء" وتحدث عن عبقريته وأنه هو من صنع هؤلاء المعارضين وأنه لا يرى أحد غيره يصلح لتولى منصب الرئاسة. والأن بعد أن نجحت جبهة محمود أباظة وتولى الرجل رئاسة الحزب نجد شئ غريب هو ظهور الرجل كثيرا" على صفحات جريدة الوفد مرة وهو يلقى ندوة فى أحد المدن ومرة وهو واقف ليتحدث أمام أعضاء البرلمان وأصبحت صور الرجل تحتل مساحة من الجريدة وذلك فى الوقت الذى نعيب فية على الاعلام الرسمى للدولة عندما يفعل هذا . ونحن نتحدث عن حزب الوفد كمثال لأن من المفترض أن هذا الحزب من أعرق الأحزاب فى مصر وهو الحزب الذى خرجت منه حكومات ساهمت فى الحياة السياسية المصرية فى فترة من أزهى الفترات التاريخية التى مرت بها مصر فى العصر الحديث والتى شهدت ديمقراطية فعلية. وهناك نموزج أخر وهو الحزب الناصرى الذى يشهد صراع أيضا" بسبب رئيسه ضياء الدين داود الذى يعلن مرار" وتكرار" عن أعتزالة وتنحية ثم يعود بناء على رغبة أبناء الحزب بالذمة كيف تتغير الحياة السياسية وكيف يطالب هؤلاء بتغير الدستور أو تعديلة وتحديد فترة الرئاسة ففى ظل وجود هذا الفكر فى هذه الأحزاب الضعيفة التى ليس لها وجود فى الوقت الحالى ولا تستطيع أن تأثر فى أى قرار داخل مصر نجد بها كل هذه الصراعات وذلك فقط لشعور من يتولى رئاسة الحزب بأنه تحت الضوء حتى وإن كان هذا الضوء خافت فكيف يطلب المتمسكون بالضوء الخافت من يعيشون تحت بؤرة الضوء بالتنازل بقلم أحمد سرور .و |