
فى الممنوع بقلم مجدى مهنا ٣٠/٦/٢٠٠٧ للسيد صفوت الشريف رئيس مجلس الشوري والأمين العام للحزب الوطني.. حب وتقدير كبيران في قلبي . كيف لا أحبه ولا أقدره.. وهو دائم السؤال عني في مرضي، لم يتوقف سؤاله عني، وكنت أشعر بالصدق في كلامه وبدفء العلاقة الإنسانية معه، وكان دائما يعرض خدماته، وكنت دائما أشكره، وفي سفري الأخير إلي فرنسا، تكرر السؤال عني، في يوم كان مشغولا فيه في متابعة وفبركة نتائج المرحلة الثانية من انتخابات مجلس الشوري، فهو في وسط مشاغله الكثيرة لم ينس الجانب الإنساني ويحرص أن يؤديه علي أكمل وجه . وأنا من جانبي كنت أحاول أن أفصل ما بين الجانب الإنساني الذي أجبرني علي حبي له، وبين دوري كصحفي وكنت لا أتردد في التعليق علي بعض تصريحاته وقراراته وتوجيه انتقادات حادة إلي بعضها، وكان أحيانا يعلق علي البعض منها، لكنه أبداً لم يغضب ولم يعاتبني علي حرف كتبته . نعم أعترف بأنني مدين للسيد صفوت الشريف بهذا الجانب الإنساني، فليس مطلوبا منه ولا واجبا عليه أن يحاصرني بالسؤال عن صحتي وعن أحوالي، وهي محاصرة كنت أحبها، وكانت تدعمني وتؤازرني في مرضي. لكنني وبصراحة، وبعد انتخابات مجلس الشوري الأخيرة حاولت الضغط علي أعصابي، لكي أمنع نفسي عن توجيه هذه الرسالة إليه، ولكني فشلت . يا سيدي.. من واجبي أن أصارحك بأنك نجحت وبامتياز في تدمير الحياة السياسية وفي إفسادها وتسميمها.. حتي عشرين سنة قادمة. لست وحدك بالطبع، فهناك آخرون إلي جانبك ساهموا في إفسادها، لكنك تقوم بالدور الأكبر، إن الفرق بينك وبين أي مسؤول آخر ساهم في تسميم الحياة السياسية هو أنك تبدو أو تحاول أن تبدو مقتنعا بما تفعله، وتري أنه يخدم الوطن ويعمل علي إصلاح البلاد وعلي تقدمها، بينما الآخرون يعرفون أنهم «أراجوزات» وغير مقتنعين بما يفعلون، ويقولون هذا ويعلنونه في جلساتهم الخاصة، فهم تروس يحركها الآخرون، وأنت الترس الكبير الذي يحرك التروس الصغيرة. وهؤلاء لا يستحقون مني مهما علت مناصبهم ومراكزهم أن أشغل نفسي بهم وأن أسطر عنهم كلمة واحدة يا سيدي، لو أن هناك قانوناً يعاقب علي عملية الفساد السياسي، لكنت أنت أول المسجلين في القائمة، وكنت أول من يطبق عليه هذا القانون. إنني أدعوك إلي مراجعة نفسك وأن تقف أمام ضميرك وقفة حق وأن تتخذ قراراً شجاعا، ليس بالاعتراف بدورك في تسميم الحياة السياسية، فهذا كثير ولا تقدر عليه، ولا أطالبك بدفع ثمنه، لأن ثمنه قد يكلفك حياتك، لكنني أدعوك إلي اعتزال الحياة العامة وأن تدعو الله في صلاتك أن يعفو عنك وأن ينجي مصر من خطر سمومك . في النهاية أرجو ألا يتسبب خطابي هذا لك في ضيق أو ألم أو أذي نفسي، وأعتذر لك سيدي إذا تسبب لك في أي شيء من ذلك، والاعتذار ليس عن المقال، ولا عما جاء فيه، وإنما عما قد يسببه لك من ألم، كما أرجو ألا تحرمني من سؤالك عني خاصة وقت الشدة، فهذا الجانب من شخصيتك أحبه وأقدره، مع خالص تحياتى . ء |