
بقلم مجدى مهنا ٢٩/٥/٢٠٠٧
من أهم الحوارات التي اطلعت عليها هذا العام.. الحوار الذي أجراه الزميل محمد فودة بـ«المصري اليوم» مع جون برادلي، الخبير البريطاني في شؤون الشرق الأوسط، الذي نشر في عدد أمس. قال برادلي: مصر تتجه إلي هاوية.. لاحظت التدهور السريع في كل القطاعات.. فالغني يزداد ثراء، والفقير يزداد فقرا، والهوة بين الشعب والنظام تزداد اتساعا. * هناك شيء ما لا أستطيع تحديده.. مزيج من الإحباط والغضب واليأس منتشر في كل مكان، مصر الآن قريبة من حدوث تغير دراماتيكي، والمصريون يعيشون فترة مثل تلك التي سبقت ثورة ١٩٥٢، ومثل التي سبقت اغتيال السادات. * أتمني أن يستيقظ النظام ويدرك أنه حوّل شعبه إلي عدو قبل فوات الأوان. * أعتقد أن آخر شيء تحتاجه مصر وتريده الغالبية العظمي من المصريين هو ثورة عنيفة. * لا يهم من سيحكم مصر مستقبلا.. لأنه سيكون مستبدا مثل سابقه، وسيستمر أغنياء الحرب في سرقة البلاد حتي تنفد خيراتها. * أعتقد أن النظام نفسه يجب تغييره وليس الأفراد، لأن من تفرزه الانتخابات، حتي ولو كانت نظيفة وشفافة، سيظل علي رأس نظام فاسد. * النظام أكبر كثيرا من الشخص وسيلقيه ويسحقه بلا رحمة حتي لو كان إصلاحيا.. مادام هذا النظام فاسدا. * حال أمريكا مع النظام المصري.. أن الأخير كشف أوراقه ونفذ كل ما تطلبه منه أمريكا منذ السبعينيات مقابل المعونة، وقد فازت واشنطن لأن مصر لا تملك «الكارت الرابح». * علي أي حال.. النظام المصري مثل كل الأنظمة لا يهتم سوي ببقائه في الحكم، والأمريكيون يدركون ذلك جيدا. * أما السعودية.. فقد حافظت علي بقاء كروتها قريبة جدا من صدرها، ويملك السعوديون الكارت الرابح ويستخدمونه حينما تتعقد الأمور دبلوماسيا علي المستوي الدولي.. وهو النفط. * النظام المصري لا يملك هامشا للمناورة أو المزايا في علاقته بالولايات المتحدة الأمريكية، وحينما يتحدث عن العراق أو الفلسطينيين لا يهتم الغرب، لأن الجميع يعرف أن النظام المصري سيقف بجانب أمريكا مهما حدث.. مادام هذا يضمن بقاءه في السلطة. * لا أعتقد أن هناك تنافسا بين الرئيس مبارك والعاهل السعودي الملك عبدالله.. لأن كليهما مشغول بأشياء أخري، وكليهما ليس مهما علي الإطلاق، وأري أن التاريخ لن يذكرهما كقائدين عظيمين. * تبقي المنافسة قوية بين مؤسسة الأزهر، السنية المعتدلة، وبين السعودية، بمنهجها الوهابي المتشدد.. وتاريخيا مصر هي الأقوي، لكن صعود السعودية في الفترة الحديثة تزامن مع تراجع مصر، خصوصا بعد ارتماء الأزهر في أحضان النظام العسكري. * مصر علي المدي الطويل ستنتصر مجددا.. وعلينا فقط أن ننتظر حتي ينتهي النفط من السعودية. * إن ما فعله الملك عبدالعزيز آل سعود والرئيس الراحل جمال عبدالناصر في السعودية ومصر، لا يمكن مسامحتهما عليه، فقد قتلا كل شيء جميل، واستبدلا به ما هو سييء. ** هذه الفقرات هي خلاصة أقوال الخبير البريطاني جون برادلي.. والتي أتمني أن يقرأها الحكام قبل المحكومين.. فهي وثيقة مهمة تستحق منا أن نطلع عليها كل يوم خمس مرات مع كل صلاة.. لكي لا ننسي. |