الأخــبار و الــصحافــة
أســمــع وشـــوف
الشيخ / عبد الباسط
على سلامه - بنـتـى نور
على سلامه - عارفه يامًه
على سلامه - احسن من الاول
على سلامه - الله يرحمك يا سبت
على سلامه - أحب العسل
على سلامه - مالاقيش مصر
صوت بلادي
الــحــدود
أضف تعليق

المصري اليوم د.عمار علي حسن حول
Tuesday, March 11, 2008
محنة المصريين بسبب غيلان الاحتكار والفساد والخبز وهو ما يهدد بتحول المصريين لشعب يبيع دمه على غرار ما كان يفعل بطل إحدى قصص الراحل يوسف إدريس.. نقرأ :هذه القصة البسيطة تلخص باقتدار الحال، الذى آل إليه المواطن المصرى حاليا، بعد سنوات عجاف تحلى خلالها بالصبر الجميل، وأحكم أصابعه على خيوط واهنة من الأمل، واستدعى فيها كل موروثه التاريخى فى إعطاء الفرصة للسلطة، والتماس الأعذار لها، تارة لأنه لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وأخرى لأن العسل واللبن قادم فى ركاب الانفتاح، وثالثة لأن القيادة السياسية «صريحة وواضحة» و«الكفن ليس له جيوب». لكن هذا الصبر انتهى إلى فراغ وحسرة، ولم يعد بوسع أحد أن ينتظر شيئا أو يعلق أملا على سلطة استمرأت إذلال المصريين وتجويعهم وأغلقت أبواب الرجاء أمامهم، ووضعت مستقبل أولادهم وأحفادهم فى مهب الريح.فالأزمة تتفاقم مع مطلع شمس كل يوم جديد، والعلامات عليها لا تخطئها إلا أعين المدلسين والمجانين والمحتكرين والمنتفعين من الانحطاط، فيكفى أن نمعن النظر فى عينة بينة لنستدل على الوضع العام، فـ«المصرى اليوم» نشرت قبل ثلاثة أيام عن الرجل الصعيدى الذى انتحر لعجزه عن الإنفاق على أسرته الصغيرة، وما نشرته كذلك يوم الخميس المنصرم عن المرأة الأقصرية التى اقتحمت اجتماعا للحزب الوطنى لتشكو إلى حاضريه عجزها عن مواصلة الحياة، والخبر الذى نشرته صحيفة «البديل» قبل أسبوع عن امرأة تبيع ابنتها بألفى جنيه فقط، وما يجرى فى الطوابير الطويلة أمام المخابز وإغلاق بعض محال الفول والطعمية والكشرى لعجز أصحابها عن الاستمرار فى هذا النشاط مع ارتفاع الأسعار إلى حد غير مسبوق، وتفشى الجرائم المعلن عنها والمستترة فى بعض الأحياء الشعبية عن السطو المسلح والسرقة بالإكراه فى وضح النهار، وزيادة نسبة من ينزلقون إلى أسفل خط الفقر كل يوم.وحين يصل الأمر إلى النيل من الوجبة الرئيسية التى تقتات عليها القاعدة العريضة من الناس فهذا معناه أن الوضع تردى إلى حد بالغ السوء، وبتنا على أبواب مجاعة على غرار المجاعات التى شهدتها مصر فى تاريخها المديد، وأولها تلك التى ذكرها لنا القرآن الكريم، لولا حكمة يوسف عليه السلام. والجوع تسبب فى قيام أول ثورة فى تاريخ الإنسانية على ضفاف النيل العظيم، وكانت من الشمول والقوة إلى درجة أنها هزت ضمائر، وأثارت اندهاش، كل من فتشوا فى ماضى مصر ووثائقها، باعتبارها أول دولة عرفها البشر. وكان السبب الرئيسى لهذه الثورة العارمة، التى وقعت خلال فترة حكم بيبى الثاني، هو تفشى الظلم واتساع الهوة بين الطبقات، حيث كانت قلة متخمة من فرط الشبع، وكثرة تعانى من قسوة الجوع، الذى بلغ مداه، حيث أكل الناس العشب، واكتفوا بعضهم بشرب الماء، وعز على الطير أن يجد ما يملأ به جوفه، بعد أن نفدت الغلال من الصوامع، وتركت الماشية تهيم على وجوهها، فهجم الناس عليها وذبحوها والتهموها، حتى فنيت، ووصل الأمر إلى حد أن الناس كانوا يخطفون القاذورات من أفواه الخنازير. ومات خلق كثر، ملأت جثثهم الشوارع والنهر، حتى أصبحت التماسيح تزاور بعيدا عنها، بعد أن أكلت حتى الشبع.وحين اشتد الجوع بالناس هاجموا بضراوة قصور الحكام والأثرياء، فقتلوا من فيها، ونهبوا ما بها، وأشعلوا النيران فى كثير منها ، وصار الشعار الذى يسرى فى البلدات الرابضة على ضفتى النيل هو: «لنقص أصحاب الجاه من بيننا». وفى أتون هذه الفوضى سقط الحكم بعد أن انهارت الدواوين والمحاكم ونهبت سجلاتها، وذبح كبار الموظفين وصار من بقى منهم على قيد الحياة بلا كلمة مسموعة، وعاشت مصر بلا حكام لمدة تصل إلى ست سنوات، فانتشرت عصابات السرقة والقتل، وأفلست الخزانة العامة، ولم ينج قصر الملك نفسه من النهب.وفى سنة ٤٤٤ هجرية ازداد الغلاء وكادت أن تسقط البلاد فى مجاعة لولا الوزير الناصر لدين الله البازوري، الذى ضرب بشدة على أيدى التجار والمحتكرين، فعادت الأسعار إلى طبيعتها. لكن الأزمة الاقتصادية لم تلبث أن تفاقمت ووقعت مصر أيام حكم المستنصر بالله الفاطمى فى شدة كبري، فأكل الناس الكلاب والحمير وحشائش الأرض، وكان الأطفال يسقطون جوعى أمام أعين أهليهم وهم عاجزون عن إنقاذهم، وازدادت السرقات والنهب والسلب، وباع الأغنياء أثاث بيوتهم حتى جلسوا على الحصر، وهربت الأميرات إلى العراق وكن يسقطن فى الطريق كالفراشات الدائخة. ومن القصص الشهيرة أيامها تلك المرأة التى قايضت عقدا من المجوهرات الثمينة يربو سعره على مائة ألف دينار بجوال واحد من الدقيق، وحين حملته إلى بيتها تكالب عليها الناس يختطفونه منها، فلما وصلت إلى البيت لم تبق لها سوى حفنة واحدة، خبزتها فصارت رغيفا واحدا، أمسكته بيديها ونظرت إلى السماء باكية وقالت: «اشهد يا ربى أننى اشتريت فى عهد المستنصر رغيف خبز واحد بمائة ألف دينار». أما الأصعب فهم جماعة من الناس أكلوا حمار الوالي، فكان جزاؤهم الشنق، وعلقوا أجسادهم فى الشوارع حتى يكونوا عبرة لمن يعتبر، فأكل الناس جثثهم. وتكرر الأمر فى زمن السلطان برقوق، لكن صاحب الجوع انتشار الطاعون، وماتت فى هذه الظروف ابنة المؤرخ الشهير المقريزي.اليوم تقف مصر على هذه التخوم المرعبة، ويوسف الصديق غائب، وأمثال الوزير الحكيم البازورى قد عزوا، والناس فى بلادى أهلكها انتظار الأمل الكاذب، ولم يعد أمامهم من خيار سوى التغيير، والنظام السياسى الذكى هو الذى يدع المستقبل يولد على أكف الحاضر دون عنت ولا عناء ... فهل من مدكر؟) . ء
posted by البيان المصرى @ 11:47 AM  
0 Comments:
Post a Comment
<< Home
 
مواضيع العدد
  • مــيــلاد جــديــد
  • ولــــــسة
  • مــــبروك
  • نـــحــن نــقــدم رســـالــة
  • خواجة مصرى
  • الفارق الجوهري
  • وساوس السفير.. ومنطق الرئيس
  • حبك نار
  • زحمه يا ولداه كام عيل تاه
  • حـــســونـــة الــمـلـــط 2007
  • زائرينا من 26 / 6 / 2007
    مواقع تهمك
    الأعداد الشهرية
    شــارك بــصوتك
      My Ballot Box
      هل توافق على السفر للعمل بأسرائيل؟

      لا يمكن أن أوافق مهما كان العرض
      أوافق إذا كان العرض مغرى
      أوافق بسبب ظروفى
      أوافق لأننا بحالة سلام
      أوافق لأن العمل ليس له وطن
      لا أوافق لأن ما بيننا هو سلام شكلى
      السؤال من الأساس لا يليق


      View Results
    خدمات
      Google
      مجموعات Google
      اشتراك في أحمد سرور
      البريد الإلكتروني:
      زيارة هذه المجموعة

      فى اى يوم هذا التاريخ

      أضــف الصــفــحــة للــمــفــصــلة http://albayanalmasry.blogspot.com/
      أبـــحث داخــل الــصــفــحة

      أجــعــلــنــا صــفــحــتــك الرئـــسيـــة
      أنت الزائر رقم
      Free Web Counter
      لـتـحديـث الصفحة أضغط هنـا
    © البيان المصرى جميع الحقوق محفوظة تصميم وإدارة أحمد سرور