|
الفارق الجوهري |
Tuesday, February 05, 2008 |
هناك بعض الامور في حياتنا التي لا ننظر اليها بعين الاعتبار ونتجاهلها الا انها إن وضعت في اعتبارنا ستخلق فارقا جوهريا , من هذه الامور صفحات الوفيات واعلانات التعزية والمواساة التي تنشر في الصحف البعض منها قد تصل تكلفتة الى ارقام ضخمه خاصة اذا كان الذي توفي قريب مسئول يباشر عمله في موقعه , ولكن هذا الاسبوع آن الاوان لهولاء المسئولين ان يلحظا الفارق الجوهري بينهم وبين غيرهم ففي هذا الاسبوع طالعتنا الصحف العربية بشكل عام والمصرية بشكل خاص بمجموعة من المقالات لأقلام لها وزن وثقل في بلاط صاحبة الجلالة هذه المقالات مدفوعه كما اعلانات التعازي ثمنها الحب الحقيقي والتقدير وليس خلفها اي شكل من اشكال النفاق الاجتماعي او المنفعه ومن كتبت عنهم هذه المقالات سبق وان دفعوا كي يكتب عنهم دفعوا العمل والجهد والمثابره والاخلاص لقضايا اوطانهم ومصالح شعوبهم , فعلى الصعيد العربي كان رحيل جورج حبش مؤسس الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين واحد من القوميين العرب الذين حملوا عناء ترسيخ ايدولوجية في وقت ازمة وطن وكفاح ضد محتل الصحف العربية بل والعالمية كتبت عن رحيل هذا الرجل وكلمات المواساة لم تكن لإهله وذوية فقط إنما للقضية الفلسطينية التي خسرت هذا الرجل وهي في امس الحاجة لجهود الوطنيين المخلصين الحاليين , وبكت الصحف العربية والمصرية هذا الاسبوع ابا الصناعة المصرية الدكتور عزيز صدقي هذا الرجل الذي حول الحلم الى حقيقة هذة الحقيقة التي اغتالتها النظم السياسة المصرية متعاقبة والغريب ان الدكتور عزيز صدقي بدأ الرحلة مع عبد الناصر حقق انجازا حقيقا لكنه بين عشية وضحاها اصبح من المغضوب عليهم بل ان من كان يلتقي بعزيز صدقي في مرحلة من المراحل عدو للنظام وجاء انور السادات وشغل عزيز صدقي منصب رئيس الوزراء وبعد فترة من الانجاز والاعداد صناعيا لحرب عسكرية غاب بل الادق غيب عزيز صدقي ثم عاد من جديد في عهد الرئيس حسني مبارك او في اخر ايام عزيز صدقي لينقذ ما يمكن انقاذه لكن يد الله كانت به ارحم من يد عباده الذين كان وشك على اغتيال تاريخ الرجل مهاترات سياسية غير نزيهه وشريفة في اغلب الاحيان, من بعد عزيز صدقي وجورج حبش حاول عدد من الكتاب الصحفيين من جيل الوسط واصحاب الرأي ان يكفكفوا دموعهم و يفصلوا بين شعورهم الشخصي والعمل المنوط بهم ولكن اذا كانت دموعهم تصب في نهر احزان جموع من الشعب المصري فلا ضير ان يتركوا لأنفسهم فسحة التنفيس على صفحات الجرائد لما الم بهم وبشريحة عريضة من الشعب المصري على قلم كتب عنهم الكثير وعن معاناتهم والالامهم والاجمل هو احساسك وانت تقرأ لة بان هذا لوجة الله والوطن ولأبناء وطنة انه مرض مجدي مهنا الرجل الذي لن اقول فية شعرا ولن اكتب فيه نثرا فهو اكبر حجما مما ساكتبة عنه وهو اعظم قدرا من اجد الكلمات التي توفية حقه ولكن طالعوا الالم الذي يعتصر قلوب محبية واصدقاءه والمخالفين لأرائة والذين نشاركهم جميعا نفس الالم والحزن على هذا الرجل وندعوا الله ان يمن علية بالشفاء العاجل من المرض الذي الم به وحده ذلك انه لم يشرك فيه احدا حتى وهو في امس الحاجة للناس يعمل من اجل الناس , هذا هو الفارق الجوهري ايها السادة الكبار الذي ان لم تلحظوه في حياتكم فلن تلحظوه ابدا بعد مماتكم لأن ما سيكتب عنكم بعد مماتكم لن يصل اليكم وما سيدفع مالا ثمنا للإعلانات وصفحات التعازي احق ان تدفعوه انتم جهد واخلاص في حياتكم كي يكتب عنكم وعن اعمالكم لا عن ابنائكم وانسبائكم . بقلم محمد حجازى |
posted by البيان المصرى @ 6:21 AM  |
|
|
|
|