|
زحمه يا ولداه كام عيل تاه |
Sunday, January 13, 2008 |
اول ما وطئت اقدامي ارض المحبوبه الغاليه مصر ولنكن اكثر تنظيما من الناحيه الاداريه ارض قاهرة المعز تذكرت المجذوب في اوبريت الليله الكبيره الذي كان يرد على المرأة التي كانت تناشد ولاد الحلال ليعثروا على ابنتها الضائعه فرد عليها قائلا ( زحمه ياولداه كام عيل تاه ) وبالفعل كانت زحمه خانقه وليست الزحمه المقصوده فقط هي زحمة الطرقات بالبشر والمركبات التي تعبر عن المتناقضات فالشعب الغلبان الفقير تجري في شوارعه سيارات فخمه كثيره ليست للمحاسيب فقط انما للجميع والى جوارها اتوبيس نقل عام يشكو من علة ذات الرئة بسبب ما فيه من دخان وعادم ويشكو ركابه ومن حولهم والمارين الى جواره والسامعين من نفس العله هذه زحمة الطرقات وحلها بسيط حبة تخطيط كما قال سيد حجاب مخاطبا المصري في اغنية علي الحجار يا مصري لية دنياك لخابيط . المهم ننتقل من زحمة الطرقات والتي لنا فيها وقفه كبيره جدا لاحقا الى زحمة الشخص المصري نفسه الذي اصبح مزحوم بكم كبير من الهموم الحياتية التي لاحصر لها ولا احد يتحمل معه اعباءه لأن كل من حوله لديه ما يكفيه عندما تنظر الى المصري في كافة الطبقات والتعميم مقصود لأنني لا استثني احد من هذه الدوامه والزحمه غني وفقير متعلم وجاهل عفوا أمي في ارفع درجات السلم الوظيفي او ادناه حتى الاطفال في بداية حياتهم الدراسيه يدخلون الى هذه الدوامه تبدأ من السادسة صباحا غالبا للجميع وتنتهي في الثامنه مساءا غالبا للجميع فمن يبدأ متأخر ينتهي متأخر والثامنه مساءا لاتعني الانتهاء من الزحمه او الخروج من الدوامه ولكن هي بداية التقاط الانفاس بعد يوم طويل وأتخيل المصري حبيبي وابن بلدي بمن يغطس في المياه يأخذ نفس عميق ومن بعده يغطس ولا يستطيع ان يتنفس مرة اخرى الا عندما يخرج من المياه فعند بداية اليوم يأخذ نفس عميق لا يتنفس من بعده الا قرابة انتهاء اليوم وربنا يستر اذا لم تلاحقه بعض الامور العالقه من يومه فتظل جاثمه على صدره ويبدأ يوم جديد دون ان يلتقط الانفاس والحق اقول لسنا الاوائل في هذا المضمار فكل شعوب العالم تغرق يوميا في دوامة حياتها ولكن ما استوقفني هو الكرامة نعم الكرامة المفقودة لإبن بلدي حبيبي المصري فهو يتوه في الزحام ويدخل الى الدوامه كباقي العالم لكنه يدخلها مطأطأ الراس محني الظهر و يتوقع ان يتلقى صفعه في اي لحظه ان لم تكن صفعه حقيقيه فصفعه معنويه او ماديه وما أكثر الصفعات في حياة ابن بلدي وحبيبي المصري والسؤال الآن ترى هل سيصمد المصري على هذه الحاله التي وصفتها ام انه سيتدهور اكثر من ذلك عندما أراه قريبا ؟ واذا تدهور الى اين سيصل ؟ فليس بعد السفح هبوط وليس بعد التراب على الارض إلا ان يحتضن في باطن الارض وعندها فقط يستطيع ان يتنفس دون زحام حتى هناك بقى زحمه بقلم / محمد حجازى |
posted by البيان المصرى @ 11:26 AM  |
|
|
|
|