|
الــنــداهـــه و الـــبـــلاهـــه |
Monday, August 27, 2007 |
قديما كانت قرى وكفور ونجوع مصر تعرف النداهه وهي علامات عدم الاتزان العقلي تظهر على شخصا ما فيقال عنه – النداهه خدته – هذا هو المفهوم الذي كان متداولا وليس بالماضي السحيق ولكن حتى اواسط القرن الماضي وكانت النداهه التي لا يعرف لها مكان ولا يعرف كيف تختار ضحاياها او متى ستوقع بضحية جديدة كانت – مع الجن طبعا – التي تتحمل مسئولية الاضطرابات العقليه , من بعد التطور العلمي العالمي ومن بعد ان زادت وسائل تلقي المعلومات بعيدا عن الكتب والابحاث العلميه عرفنا ان الانسان عندما يتعرض لمجموعة من العوامل المختلفه قد يصاب بأي شكل من اشكال الاضطراب النفسي والعصبي وعرفنا الاكتئاب والرهاب والفصام وقائمه طويله من الامراض العصبيه والنفسيه , وعلى الرغم من الظغط المستمر الذي يتعرض له المصريون حاليا وهو ما يخرج عن اطار المألوف وايضا عن اطار المنطقي فإننا نجد اقل العيادات الطبيه ازدحاما هي عيادات الطب النفسي واذا كان اي تخصص طبي اخر يعرف المصريون مئات الاسماء من اطبائها فإنهم لايعرفون من اسماء اطباء الامراض النفسيه والعصبيه الا مجموعه تعد على اصابع اليد وهم الاكثر شهره لأنهم اي المصريين لا يعترفون بالطب النفسي وبالامراض النفسيه علما ان الطب النفسي في دول بعيده عن الدول العربيه يعد من اهم فروع الطب واطباء الامراض النفسيه في كل مكان بالمدارس والجامعات والمصالح والشركات وليس فقط بالعيادات ووجودهم يأمن بعدا امنيا اجتماعيا , اذن ماذا يفعل المصري الآن مع هذه الظروف المنيله والمهببه ومع كل مايعانيه من مهانة يوميه منذ ان يخرج من باب بيته الى ان يعود اليه مرة اخرى هذا اذا افترضنا انه لا يتعرض للمهانة في البيت الامر بسيط المصري بذكائه وتفكيره المتقدم استعاض عن النداهه بالبلاهه نعم اصيب الكثير من المصريون بالبلاهه الشديده والتي في اغلب الاحيان نقمه على من يصب بها لكن بالنسبة لهؤلاء فهي نعمة يحمدوا الله عيلها اناء الليل واطراف النهار لماذا لأنهم لو لم يصابوا بالبلاهه لكانت النداهه قضت عليهم جميعا واصبح الجميع مصابا بدرجات متفاوته من الامراض النفسيه والعصبيه بدءا من الذي يمشي في الشوارع بملابس مهلهله ويري ملا يراه الاخرون لأن كل مجنون يرى مايراه لوحده فليس شرطا ان يرى اصحاب العقول المصابه نفس الشيء , والبلاهه تفيد من يصاب بها بشده لأن النداهه اختفت من التراث والقصص والحكايا الشعبيه لتظهر في شكل شيء يطلق عليه حكومه , نعم الحكومه بما تتخذ من قرارت وبالطريقة التى تدار بها البلاد تدفع العقلاء للجنون وان لم يستعينوا بالبلاهه لضاعوا لذا فهي لهم رحمه , والسؤال الآن هل ينجح اي تفسير علمي ومنطقي ان يخلص الشعب المصري من النداهه الحاليه – الحكومه الحاليه – كما نجحت التفسيرات العلميه ان تخلص الشعب المصري من فكرة النداهه التي سيطرت عليه في القرون المنقضيه ؟ اشك ولا جامعات العالم المتقدم والمتخلف ومعاهد الابحاث القديمه والحديثه وواسعة الشهرة وغير واسعة الشهره والكبير منها والصغير تستطيع , لذا فالبلاهه هي الحل . بقلم محمد حجازى |
posted by البيان المصرى @ 7:02 AM  |
|
|
|
|