الأخــبار و الــصحافــة
أســمــع وشـــوف
الشيخ / عبد الباسط
على سلامه - بنـتـى نور
على سلامه - عارفه يامًه
على سلامه - احسن من الاول
على سلامه - الله يرحمك يا سبت
على سلامه - أحب العسل
على سلامه - مالاقيش مصر
صوت بلادي
الــحــدود
أضف تعليق

اللهم قنا شر المستخبي
Tuesday, May 27, 2008
بقلم مجدى الجلاد ٢٧/٥/٢٠٠٨
كانت الساعة الثالثة إلا الربع فجراً.. كنت أتأرجح بين النوم واليقظة.. دقات عنيفة علي الباب.. صحا البيت كله، وهرولت لأجد أمامي فريقاً ضخماً من رجال الأمن، يقودهم ضابط، تبدو عليه علامات الجدية والصرامة: «نريدك معنا فوراً..».. قالها وهو يومئ برأسه لرجاله، فانتشروا في الشقة، وقلبوها رأساً علي عقب.. سألته مرتجفاً، وسط صراخ أطفالي: «هل معك إذن من النيابة؟».. رد بصرامة أشد: «معي قرار اعتقال بموجب قانون الإرهاب»..! صرخت زوجتي «يا مصيبتي..!».. وبينما هممت بالدخول إلي غرفة النوم، لارتداء ملابسي، أمسك الضابط بذراعي قائلاً: «رايح فين؟!».. أجبت: «ألبس هدومي».. قال: «عايزينك كده».. قلت: «بالشورت؟!..» أجاب: نعم.. ثم نظر إلي أسفل، متسائلاً: «واضح إنه شورت شرعي؟!».. سارعت برفع الشورت ليعلو ركبتي.. فأسرع بحدة وجذبه إلي أسفل الركبة.. فأدركت أن التهمة «الانتماء، أو التعاطف، أو الترويج للإخوان المسلمين، أو إحدي الجماعات الإسلامية».. والدليل «الشورت أسفل الركبة».. حاولت جاهداً أن أُفْهمه أن «الشورت متعود يسقط تحت بسبب نحافتي».. غير أنه قال بعنف: «قل ذلك أمام جهات التحقيق». ذهبت معهم بـ«الشورت الساقط من وسطي».. وكلما ازداد خوفي، وارتعش جسدي، سقط الشورت أكثر حتي وصل إلي «كعب قدمي».. فأيقنت صعوبة «نفي التهمة».. وهناك علّقوني من قدمي بعد أن «حرزوا الشورت ضمن أوراق القضية».. وقبل أن يبدأ «كورس الاعتراف والتعذيب» صحوت من نومي مفزوعاً من هذا الكابوس.. وظللت أصرخ: «اللهم قنا شر المستخبي».. «اللهم أدم علينا، ولنا، وحوالينا، حالة الطوارئ».. «اللهم احبس قانون الإرهاب في أدراج الحكومة، وجمّد الدم في عروقه، وأنزل غضبك ولعنتك عليه، فلا يولد ولا يخرج إلي النور، ولا تقوم له قائمة». بعد هذا «الكابوس».. كان يوم أمس أسعد أيام حياتي.. فقد وقف الدكتور أحمد نظيف، رئيس الوزراء، أمام مجلس الشعب، ليعلن مد حالة الطوارئ عامين جديدين حتي ٣١ مايو ٢٠١٠.. وقطعاً صفق نواب الحزب الوطني بأيديهم وأرجلهم، فرحاً بإنجاز الحكومة، التي انحازت إلي الصواب، واستجابت لتوسلات المواطنين، ومدت حالة الطوارئ حتي تحمي مصر من الأخطار والمؤامرات التي تحيق بها.. وافق الجميع، رغم غياب نائب الحزب الوطني أحمد أبوحجي، الذي حلف يمين الطلاق في العام الماضي، بأنه لن يصوّت بالموافقة علي مد الطوارئ مرة أخري.. الحزب الوطني حافظ علي استقرار «بيت أبوحجي» وقال له «ماتجيش الجلسة».. والبرلمان حافظ علي «بيت مصر»، وأقر مد حالة الطوارئ.. و«النصر بمن حضر»..! هكذا.. تعلمنا درساً جديداً في الإصلاح.. فكلما طالبنا بتغيير نحو الديمقراطية، أخرجت لنا الحكومة «تغييراً» إلي الخلف.. مش عايزين طوارئ، طيب «خدوا قانون مكافحة الإرهاب» وذنبكم علي جنبكم.. وعندما نعرف «شر المستخبي» نبوس القدم، ونبدي الندم علي غلطتنا في حق الحكومة عندما طالبنا بإلغاء حالة الطوارئ.. فمن رأي أو عرف عن بعد مواد قانون الإرهاب يحتفل ـ قطعاً ـ اليوم بمد حالة الطوارئ. درس مكرر، ولكننا لا نتعلم.. فحين شكونا من تجاوزات بعض القضاة في الإشراف علي الانتخابات، وصرخنا من تدخل السلطة التنفيذية «الحكومة» في عمليات التصويت، وطالبنا بـ«الإصلاح الانتخابي».. ألغي النظام الحاكم إشراف القضاء، وأعطاه لموظفي «الحكومة».. وحين اعترضنا، كانت الإجابة جاهزة: «نحن نصون كرامة القضاة».. اختارت الحكومة كرامة القاضي، وأهدرت كرامة الوطن وحق المواطن في انتخابات نظيفة.هذه المرة.. تعلمنا الدرس.. الطوارئ «أحسن ناس».. واللي نعرفه أحسن من اللي مانعرفوش.. بصراحة «جتة مصر» اتعودت علي «الطوارئ».. صحة البلد بتيجي علي «الطوارئ».. لا نريد «الإصلاح».. أبقي عيل لو كتبت عنه تاني.. علي الأقل الطوارئ لا يجرم «لبس الشورت الساقط من الوسط».. والدكاترة قالوا لي طول عمرك هتفضل «نحيف».. وهتعيش وتموت بـ«شورت ساقط لتحت الركبة».. وتحيا حالة الطوارئ، ولو علي جثة مصر!
ء
posted by البيان المصرى @ 11:21 AM  
0 Comments:
Post a Comment
<< Home
 
مواضيع العدد
  • حاجة بسيطة متستبسطهاش
  • مع الضرائب مش هتقدر تغمض عينيك
  • أعتـصام الأشـقـاء
  • وجع دماغ الكبار
  • أنا لوحدى فى القاهرة
  • أبراهيم عيسى
  • مأمورضرايب
  • نقول طور يقولوا أحلبوووو
  • خفة دم مصرية تلقائية
  • المصري اليوم د.عمار علي حسن حول
  • زائرينا من 26 / 6 / 2007
    مواقع تهمك
    الأعداد الشهرية
    شــارك بــصوتك
      My Ballot Box
      هل توافق على السفر للعمل بأسرائيل؟

      لا يمكن أن أوافق مهما كان العرض
      أوافق إذا كان العرض مغرى
      أوافق بسبب ظروفى
      أوافق لأننا بحالة سلام
      أوافق لأن العمل ليس له وطن
      لا أوافق لأن ما بيننا هو سلام شكلى
      السؤال من الأساس لا يليق


      View Results
    خدمات
      Google
      مجموعات Google
      اشتراك في أحمد سرور
      البريد الإلكتروني:
      زيارة هذه المجموعة

      فى اى يوم هذا التاريخ

      أضــف الصــفــحــة للــمــفــصــلة http://albayanalmasry.blogspot.com/
      أبـــحث داخــل الــصــفــحة

      أجــعــلــنــا صــفــحــتــك الرئـــسيـــة
      أنت الزائر رقم
      Free Web Counter
      لـتـحديـث الصفحة أضغط هنـا
    © البيان المصرى جميع الحقوق محفوظة تصميم وإدارة أحمد سرور