
في البداية اعتذر للتاخير في كتابة الجزء الثاني ولكن لما كانت الكلمات متدافعه من الصدور رأينا ان ننتظر عليها كي تكن في موضعها واكثر ترتيبا نعود لتجربة الاغتراب عن الاوطان وهنا نستخدم كلمة الاغتراب ولا نستخدم كلمة هجرة لما ؟؟؟ ان حال المغتربين في دول الخليج يختلف شكلا وموضوعا عن حال المسافرين الى دار المهجر كيف - اولا : اعرف اناس في دول الخليج يعملون بها مايزيد عن ثلاثين عاما ولا امل لهم ان يكونوا من ابناء هذه البلاد لأن هذه الدول العربيه – الخليجيه – لاتمنح الجنسيه بالاقامه وليس هذا فقط في دول الخليج فقط وانما في كل الدول العربيه قاطبة لاجنسية لمقيم ولكن من الممكن ان يحصل عليها الفنانون بغناء الاغاني الوطنيه لهذه الدوله او تلك او بتمثيل فيلم وطني كما حدث مع مجموعه من فناني الوطن العربي الذين حصلوا على الجنسية المصريه ام الهجرة حتى وان بدأت على غير شكلها الشرعي فانت منذ البداية تعلم انه بالاقامة خمس سنوات او ثلاث و اي كان الرقم ستكن من ابناء البلد الذي هاجرت اليه ولكن مواطن من الدرجة الثانيه ويسالني سائل يعني تفرق مواطن من الدرجة الثانيه من لا مواطن اجيب على سائلي تعالى وجرب ان تكون في بلد لا حق لك فيه الا فيما تتقضاه من راتب اما البقيه الباقيه فهي لابناء هذا البلد فقط اما انت فيطلق عليك وافد من كل شيء العلاج التعليم بمعنى اصح وادق كل ما تدعمه الدوله فليس لك حق فيه فهو مقدم للمواطن وليس للوافد حتى سعر استهلاك الكهرباء والمياه دي كمان فيها سعران واحد للمواطن والثاني للوافد ودعوني اقص هنا قصه صغيره حدثت لأمي – التي ولدتني – نحن اسره تعودت على الاغتراب في بلاد النفط والصحراء بدات مع ابي في 1964 كان يتقاضى مرتبه كمدرس من مصر منين ياولاد من مصصصررر المهم اذن امي على علم تام بالحياة في بلاد الخليج ولكن شاءت الاقدار ان زوج اختي الطبيب يذهب الى المملكة المتحده-بريطانيا مستعمر الامس عدو اليوم المهم ماطولش عليكم فذهبت لزيارتهم وامي مصابه بحساسيه مزمنه في الصدر فحدثت لها ازمه صحيه ماذا حدث من بعدها اقرا ياسيدي السطور التاليه ..! ذهبت الى المستشفى كغيرها من المرضى من دون مقابل تم الكشف عليها وتشخيص الحاله وصرف لها الدواء وذهبت شيء جميل ولكن اقرأ الأجمل بعد شهر تقربيا اتصلت المستشفى بأمي لتستألها عن مدى تحسنها واستجابتها للعلاج الموصوف لها في كده ايوه فيه وفيه افضل من كده اللي هوه بعد شهر اخر اتصلت المستشفى بأمي لتخبر امي ان الجرعه الدوائيه الموصوفه لها اوشكت على الانتهاء طبقا لتقديراتهم وان الجرعه الجديده موجوده باسمها في احدى الصيدليات المعروفه في المدينه علما ان الدواء لا تدفع فيه الا ثمنا زهيدا مقارنة بثمنه الحقيقي المهم تخلص الحكايه كده لأ لسه امال تتشل ازاي زي مانا اتشليت في السابق اتصلت المستشفى بأمي وطلبت منها ان تذهب لها من اجل المتابعه وذلك بعد مرور الشهر الثالث للعلم اني لو ارسلت في طلب امي لزيارتي وتعرضت لوعكه صحيه مماثله وانا في هذا البلد الخليجي من الممكن ان اخسر تحويشة العمر وكمان عليها عمر تاني من تكاليف علاج امي على هذا المثال يمكن القياس في امور شتى والسؤال الذي نطرحه من هذه الكلمات هو لماذا نفعل ببعضنا البعض ذلك علما بحاجة بلاد الخليج الى عمالة مدربه بينما لا يفعله معنا من نصفهم بانهم اعدائنا ؟ والاجابة لأننا لا نقدر قيمة الانسان والانسانيه فننكوي بنار الوحشية اما هم فيقدورون الانسان ويعاملون بعضهم باحترام شديد فننل منه قسط حتى ولو يسير ختاما بقول الشاعر ولا اعرف مدى صحة الان بلدي وان جارت علي عزيزة ... اهلي وان ضنوا علي كرام ... الكاتب محمد حجازى.و |